One banana for happiness

 

الجيارديا  لامبليا و داء الجيارديات

 

الجيارديا لامبليا (Giardia lamblia) هى طفيل صغير من السوطيات الأولية. داء الجيارديات أو عدوى الجيارديا (Giardiasis) هو مرض الإسهال الرئيسي الموجود في جميع أنحاء العالم هو عدوى طفيلية تصيب الأمعاء الدقيقة. ويسببه طفيل الجيارديا لامبليا ويتم تشخيصها عن طريق فحص عينة البراز وأحيانا أخذ عينة من الأنسجة من الأمعاء الدقيقة. ينتشر داء الجيارديات من خلال الاتصال بالأشخاص المصابين. 

يمكن الاصابة به في جميع أنحاء العالم، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها  ومع ذلك، فهو أكثر شيوعًا في البلدان النامية المكتظة التي تفتقر إلى الظروف الصحية المناسبة ومراقبة جودة المياه وغالبًا ما تصاب الكلاب والقطط الأليفة بالجيارديات.

توجد الجيارديا لامبليا في شكلين، شكل نشط يسمى التروفوزويت أو الطور المتحرك (Trophozoites) لانه يتحرك بالاسواط، وشكل غير نشط يسمى كيس الطفيليات او كيس الجيارديا أو الطور المتحوصل (Cyst). يلتصق التروفوزويت النشط ببطانة الأمعاء وهو مسؤول عن التسبب في علامات وأعراض داء الجيارديات.

لا يمكن للتروفوزويت أن يعيش لفترة طويلة خارج الجسم، وبالتالي لا يمكنه  أن يسبب العدوى للآخرين ومن ناحية أخرى، يمكن أن يوجد الكيس غير النشط لفترات طويلة خارج الجسم. بسبب أكياس الجيارديا  في براز الأشخاص المصابين. هكذا تنتقل العدوى من شخص لآخر عن طريق تلوث الطعام بالبراز، أو عن طريق التلوث البرازي الفموي. تعيش الأكياس أيضًا في الماء على سبيل المثال في بحيرات وجداول المياه العذبة. ونتيجة لذلك، فإن داء الجيارديات هو السبب الأكثر شيوعًا للأمراض الطفيلية المنقولة بالمياه.

تبدأ عدوى المضيف عند تناول الكيس مع الماء الملوث أو الطعام الملوث، أو من خلال الاتصال المباشر بين البراز والفم. الكيس خامل نسبيًا، مما يسمح بالبقاء لفترة طويلة في مجموعة متنوعة من الظروف البيئية. بعد التعرض للبيئة الحمضية للمعدة، تفرز الأكياس التروفوزويت في الأمعاء الدقيقة. التروفوزويت هو الشكل الخضري ويتكاثر في الأمعاء الدقيقة، حيث يسبب أعراض الاسهال وسوء الامتصاص .

أسباب  الإصابة

يعيش طفيل الجيارديا في التربة والغذاء والماء. ويمكن العثور عليها أيضًا على الأسطح التي تلامست مع النفايات الحيوانية أو البشرية.

يمكن الإصابة عن طريق

1. شرب الماء الذي تركت فيه الحيوانات الأليفة فضلاتها حيث في براز الحيوانات والبشر تزدهر هذه الطفيليات. يمكن أن تكون في المياه الملوثة من حمامات السباحة والمنتجعات الصحية والمسطحات المائية، مثل البحيرات.
2. تناول الأطعمة النيئة أو غير المطهية جيدًا والملوثة بالطفيلي.
3. تعد الإصابة بداء الجيارديات من الطعام أقل شيوعًا لأن الحرارة تقتل الطفيليات. يمكن أن يؤدي سوء النظافة عند التعامل مع الطعام أو تناول المنتجات المغسولة بالمياه الملوثة إلى انتشار الطفيلي.
4. يعد تغيير حفاضات الطفل وعدم غسل اليدين بشكل كافٍ من عوامل خطر انتقال العدوى من الأطفال المصابين. يتعرض الأطفال لخطر الإصابة بداء الجيارديات من خلال التدريب على استخدام الحمام من البالغين المصابين بالعدوى.
5. الاتصال مباشر من شخص مصاب بالطفيل أو التقاط الطفيل أثناء العمل في مراكز الرعاية الصحية من الطرق الشائعة للإصابة بالعدوى.

دورة الحياة

تحدث العدوى عندما يبتلع الشخص كيسات الجيارديا من الماء أو الطعام أو اليدين أو الأسطح أو الأشياء الملوثة.

عندما يتم ابتلاع كيسات الجيارديا ، فإنها تمرعبر الفم والمريء والمعدة إلى الأمعاء الدقيقة حيث يطلق كل كيس اثنين عن طريق الانقسام إلى قسمين في عملية تسمى الانشطار الثنائي الطولي، وتبقى في الأمعاء الدقيقة حيث يمكن أن تكون حرة أو متصلة بالبطانة الداخلية للأمعاء الدقيقة ثم تتغذى طفيليات الجيارديا وتمتص العناصر الغذائية من الشخص المصاب.

كل من كيسات الجيارديا والتروفوزويتات في براز شخص مصاب بعدوى الجيرديا يمكن ملاحظتها مجهريا لتشخيص داء الجيارديات. تصبح كيسات الجيارديا معدية فورًا عند خروجها مع البراز أو بعد ذلك بوقت قصير، ويمكن أن تظل الكيسات على قيد الحياة لعدة أشهر في الماء البارد أو التربة.

 

الاشخاص الاكثر عرضة  للاصابة

1. تحدث عدوى الجيارديا عندما لا يكون هناك مرافق صحية كافية أو معالجة غير كافية لمياه الشرب. تعد عدوى الجيارديا أحد أسباب " إسهال المسافر " الذي يحدث أثناء السفر.
2. يعد داء الجيارديات سببًا شائعًا لتفشي الإسهال في مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات بسبب الاحتمالية العالية للتلوث البرازي عن طريق الفم من الأطفال؛ الأطفال وأسرهم والعاملون في مراكز الرعاية، جميعهم معرضون لخطر الإصابة.
3. الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالجيارديات بثلاث مرات مقارنة بالبالغين.
4. الذين يشربون المياه الملوثة معرضون أيضًا لخطر الإصابة بداء الجيارديات.
5. يؤثر داء الجيارديات على الأشخاص من جميع الأعمار. تعد العدوى نادرة خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية، لكن الرضع والأطفال الصغار لديهم قابلية متزايدة للإصابة. يستمر الانتشار حسب العمر في الارتفاع خلال مرحلة الرضاعة والطفولة ويبدأ في الانخفاض فقط في مرحلة المراهقة.
6.  العديد من الأوبئة الموثقة خلال العقدين الماضيين نشأت في مراكز الرعاية والمستشفيات. تقديرات انتشار العدوى تصل إلى 20-25٪ في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات.

أعراض  الإصابة

قد يحمل بعض الأشخاص طفيليات الجيارديا دون أن يشعروا بأي أعراض. تظهر الأعراض بشكل عام بعد أسبوع أو أسبوعين من التعرض. 

 الإسهال هو العرض الأكثر شيوعا  للعدوى لا تبدأ أعراض وعلامات الإصابة لمدة سبعة أيام على الأقل بعد الإصابة، ولكن يمكن أن تحدث بعد ثلاثة أسابيع أو أكثر.  

تشمل الأعراض الشائعة ما يلي

• تعب

• غثيان

• الإسهال و براز دهني وكريه الرائحة 

• فقدان الشهية

• القيء

• الانتفاخ وتشنجات البطن

• فقدان الوزن وفقدان سوائل الجسم

• غازات

• الصداع

• وجع بطن 

• صعوبة في امتصاص العناصر الغذائية المهمة
• الشعور بالضيق والضعف

 

يستمر من 2 إلى 4 أسابيع. معظم المرضى، يتوقف المرض ذاتيًا ومع ذلك، في العديد من المرضى الذين لا يتم علاجهم، يمكن أن تستمر العدوى لعدة أشهر إلى سنوات مع استمرار الأعراض. 

يتعافى بعض المرضى مع أو بدون علاج، لكن الأعراض تستمر، ربما بسبب حالة يشار إليها باسم متلازمة القولون العصبي التالي للعدوى. سبب استمرار الأعراض غير واضح ولكن قد يكون بسبب فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة. قد يتأثر الأطفال المصابين بعدوى مزمنة بمشاكل في النمو. 

 تشخيص الداء

قد يتطلب تقديم عينة واحدة أو أكثر من عينات البراز للاختبار وهذا هو الاختبار الأكثر شيوعا لمعظم الحالات لكن فى الحالات المزمنة والحالات التى لاتستجيب للعلاج قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء تنظير معوي . يتضمن هذا الإجراء تمرير أنبوب مرن أسفل الحلق إلى الأمعاء الدقيقة. سيسمح هذا بفحص الجهاز الهضمي وأخذ عينة من الأنسجة .

أفضل اختبار منفرد للتشخيص هو اختبار المستضد في البراز. الاختبار المستضد يتم فيها أختبار عينة صغيرة من البراز لوجود بروتينات الجيارديا . سيحدد اختبار المستضد أكثر من90 % من الأشخاص المصابين بعدوى الجيارديا.

يمكن أيضًا تشخيص عدوى الجيارديا عن طريق فحص البراز تحت المجهر بحثًا عن الطورالمتحوصل أو الطور المتحرك. ومع ذلك، يتطلب الأمر ثلاث عينات من البراز لتشخيص 90% من الحالات. على الرغم من الحاجة إلى ثلاث عينات من البراز، فإن الفحص المجهري للبراز يحدد طفيليات أخرى بالإضافة إلى عدوى الجيارديا التي يمكن أن تسبب مرض الإسهال. ولذلك، فإن الفحص المجهري للبراز له قيمة تتجاوز تشخيص داء الجيارديات، حيث يمكنه تحديد وتشخيص الطفيليات الأخرى كسبب لمرض المريض.

العلاج المناسب

في معظم الحالات، يختفي المرض في النهاية من تلقاء نفسه. قد يصف الطبيب الدواء إذا كانت العدوى شديدة أو طويلة الأمد. يوصي معظم الأطباء بالعلاج بالأدوية المضادة للطفيليات، بدلاً من تركها لتتعافى من تلقاء نفسها. تستخدم بعض المضادات الحيوية عادة للعلاج.

1. ميترونيدازول هو مضاد حيوي يجب تناوله لمدة خمسة إلى سبعة أيام.
2. تينيدازول فعال مثل ميترونيدازول، وغالباً ما يعالج بجرعة واحدة.
3. يعد نيتازوكسانيد خيارًا شائعًا للأطفال لأنه متوفر في شكل شراب ويحتاج إلى تناوله لمدة ثلاثة أيام فقط.
4. الباروموميسين أقل استخداما للتسببه في تشوهات خلقية مقارنة بالمضادات الحيوية الأخرى. يتم إعطاء هذا الدواء على ثلاث جرعات على مدار 5 إلى 10 أيام. يجب على النساء الحوامل الانتظار حتى بعد الولادة قبل تناول أي دواء لعلاج العدوى.

المضاعفات

يمكن أن يؤدي المرض إلى مضاعفات مثل فقدان الوزن والجفاف الناتج عن الإسهال. ويمكن أن تسبب العدوى أيضًا عدم تحمل اللاكتوز لدى بعض الأشخاص. الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات معرضون لخطر سوء التغذية، والذي يمكن أن يتعارض مع نموهم الجسدي والعقلي وسوء الامتصاص (عدم امتصاص العناصر الغذائية بشكل كافٍ من الأمعاء).

تشمل ايضا مضاعفات العدوى ما يلي

• نقص الزنك لدى أطفال المدارس
• أعراض الجهاز الهضمي المستمرة 

الوقاية

1. يمكنك تقليل خطر الإصابة به عن طريق غسل اليدين جيدًا، خاصة إذا كنت تعمل في أماكن تنتشر فيها الطفيليات بسهولة.
2. شرب فقط الماء الذي تمت معالجته في مرافق المعالجة القائمة.
3. إذا كان هناك أي شك حول مدى كفاية معالجة المياه، قم بغلي الماء أو ترشيحه من خلال مرشح بحجم مسام أقل من 1 ميكرومتر، والذي يستبعد الكائنات الحية الدقيقة.
4. لا تشرب من مجاري المياه العذبة أو البحيرات دون غلي الماء أو تصفيته.
5. لا تستخدم الثلج أو تشرب المشروبات المصنوعة من ماء الصنبور والتي قد تكون ملوثة.
6. لا تنظف أسنانك بماء الصنبور الذي قد يكون ملوثًا.
7. لا تأكل الفواكه أو الخضار غير المطبوخة أو غير المقشرة المزروعة في ظروف قد يحدث فيها تلوث بالطفيل.
8. غسل اليدين قبل تناول الطعام، أو بعد تغيير الحفاضات، أو استخدام الحمام، أو لمس الحيوانات الأليفة. 
9.   عند السفر إلى منطقة تحدث فيها داء الجيارديات، لا تشرب ماء الصنبور إلا إذا كانت مغلية أو معالجة  أو مفلترة. أحضر معك المياه المعبأة في زجاجات عند الذهاب. 

تثقيف المرضى

يعد التثقيف في مجال النظافة الشخصية لتقليل انتقال العدوى من شخص لآخر في البيئات عالية الخطورة أمرًا مفيدًا. ينبغي توجيه المرضى والأفراد المعرضين للخطر فيما يتعلق بطرق النظافة المناسبة. وعلامات/أعراض العدوى. وينبغي التركيز على تدابير مثل غسل اليدين بعناية بعد تغيير الحفاضات. يجب على العاملين في مجال الرعاية الصحية غسل اليدين لتقليل انتشار المرض بين الأطفال والموظفين . 

وينبغي تثقيف المتنزهين والمسافرين إلى المناطق التي يتوطن فيها المرض. قبل شرب المياه يجب تطهيرها بالغليان أو باستخدام مركبات الهالوجين ( مثل الكلور) أو أجهزة الترشيح.

المصادر

-https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/giardia-infection/diagnosis-treatment/drc-20372790

-https://www.healthline.com/health/giardiasis

-https://www.cdc.gov/dpdx/giardiasis/index.html

-https://www.sciencedirect.com/topics/medicine-and-dentistry/giardia-lamblia
-https://www.msdmanuals.com/professional/infectious-diseases/intestinal-protozoa-and-microsporidia/giardiasis